منتدي ورش إبداع
منتدي ورش إبداع

منتدي ورش إبداع

ورش فنية وإبداعية ، دورات ودروس أكاديمية ، ألعاب ودردشة ، تواصل ونقاش
 
الرئيسيةالرئيسية  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 لو كنت فظا غليظ القلب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
IMaD MaX

IMaD MaX


بلدك هنا
مشاركاتي مشاركاتي : 463
عمري عمري : 25
نقاطى نقاطى : 4984
الجنس الجنس : ذكر

لو كنت فظا غليظ القلب Empty
مُساهمةموضوع: لو كنت فظا غليظ القلب   لو كنت فظا غليظ القلب Empty18/8/2015, 21:34


في ظلال القرآن الكريم

آل عمران

من الاية 159 الى الاية 160

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)


(فبما رحمة من الله لنت لهم . ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك . فاعف عنهم , واستغفر لهم , وشاورهم في الأمر . فإذا عزمت فتوكل على الله , إن الله يحب المتوكلين . إن ينصركم الله فلا غالب لكم , وأن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ? وعلى الله فليتوكل المؤمنون . وما كان لنبي أن يغل . ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة , ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون . أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله , ومأواه جهنم وبئس المصير ? هم درجات عند الله , والله بصير بما يعملون . لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم , يتلو عليهم آياته ويزكيهم , ويعلمهم الكتاب والحكمة , وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين). .

وننظر في هذه الفقرة , وفي الحقائق الكثيرة الأصيلة المشدودة إلى محورها - وهي الحقيقة النبوية الكريمة - فنجد كذلك أصولا كبيرة تحتويها عبارات قصيرة . . نجد حقيقة الرحمة الإلهية المتمثلة في أخلاق النبي [ ص ] وطبيعته الخيرة الرحيمة الهينة اللينة , المعدة لأن تتجمع عليها القلوب وتتألف حولها النفوس . . ونجد أصل النظام الذي تقوم عليه الحياة الجماعية الإسلامية - وهو الشورى - يؤمر به في الموضع الذي كان للشورى - في ظاهر الأمر - نتائج مريرة ! ونجد مع مبدأ الشورى مبدأ الحزم والمضي - بعد الشورى - في مضاء وحسم . ونجد حقيقة التوكل على الله - إلى جانب الشورى والمضاء - حيث تتكامل الأسس التصويرية والحركية والتنظيمية . ونجد حقيقة قدر الله , ورد الأمر كله إليه وفاعليته التي لا فاعلية غيرها في تصريف الأحداث والنتائج . ونجد التحذير من الخيانة والغلول والطمع في الغنيمة . ونجد التفرقة الحاسمة بين من اتبع رضوان الله ومن باء بسخط من الله , تبرز منها حقيقة القيم والاعتبارات والكسب والخسارة . . وتختم الفقرة بالإشادة بالمنة الإلهية الممثلة في رسالة النبي [ ص ] إلى هذه الأمة , المنة التي تتضاءل إلى جانبها الغنائم , كما تتضاءل إلى جانبها الآلام سواء !

هذا الحشد كله في تلك الآيات القلائل المعدودات !

(فبما رحمة من الله لنت لهم . ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك . فاعف عنهم , واستغفر لهم , وشاورهم في الأمر . فإذا عزمت فتوكل على الله . إن الله يحب المتوكلين).

إن السياق يتجه هنا إلى رسول الله [ ص ] وفي نفسه شيء من القوم ; تحمسوا للخروج , ثم اضطربت صفوفهم , فرجع ثلث الجيش قبل المعركة ; وخالفوا - بعد ذلك - عن أمره , وضعفوا أمام إغراء الغنيمة , ووهنوا أمام إشاعة مقتله , وانقلبوا على أعقابهم مهزومين , وأفردوه في النفر القليل , وتركوه يثخن بالجراح وهو صامد يدعوهم في أخراهم , وهم لا يلوون على أحد . . يتوجه إليه [ ص ] يطيب قلبه , وإلى المسلمين يشعرهم نعمة الله عليهم به . ويذكره ويذكرهم رحمة الله الممثلة في خلقه الكريم الرحيم , الذي تتجمع حوله القلوب . . ذلك ليستجيش كوامن الرحمة في قلبه [ ص ] فتغلب على ما آثاره تصرفهم فيه ; وليحسوا هم حقيقة النعمة الإلهية بهذا النبي الرحيم . ثم يدعوه أن يعفو عنهم , ويستغفر الله لهم . . وأن يشاورهم في الأمر كما كان يشاورهم ; غير متأثر بنتائج الموقف لإبطال هذا المبدأ الأساسي في الحياة الإسلامية .

(فبما رحمة من الله لنت لهم ; ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك). .

فهي رحمة الله التي نالته ونالتهم ; فجعلته [ ص ] رحيما بهم , لينا معهم . ولو كان فظا غليظ القلب ما تألفت حوله القلوب , ولا تجمعت حوله المشاعر . فالناس في حاجة إلى كنف رحيم , وإلىرعاية فائقة , وإلى بشاشة سمحة , وإلى ود يسعهم , وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم . . في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء ; ويحمل همومهم ولا يعنيهم بهمه ; ويجدون عنده دائما الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضاء . . وهكذا كان قلب رسول الله [ ص ] وهكذا كانت حياته مع الناس . ما غضب لنفسه قط . ولا ضاق صدره بضعفهم البشري . ولا احتجز لنفسه شيئا من أعراض هذه الحياة , بل أعطاهم كل ما ملكت يداه في سماحة ندية . ووسعهم حلمه وبره وعطفه ووده الكريم . وما من واحد منهم عاشره أو رآه إلا امتلأ قلبه بحبه ; نتيجة لما أفاض عليه [ ص ] من نفسه الكبيرة الرحيبة .

__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mr.Jad

Mr.Jad


بلدك هنا
مشاركاتي مشاركاتي : 2622
عمري عمري : 38
نقاطى نقاطى : 6470
الجنس الجنس : ذكر
احترام قوانين : 100/100

لو كنت فظا غليظ القلب Empty
مُساهمةموضوع: رد: لو كنت فظا غليظ القلب   لو كنت فظا غليظ القلب Empty18/8/2015, 23:48

:جزائك الله كل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
IMaD MaX

IMaD MaX


بلدك هنا
مشاركاتي مشاركاتي : 463
عمري عمري : 25
نقاطى نقاطى : 4984
الجنس الجنس : ذكر

لو كنت فظا غليظ القلب Empty
مُساهمةموضوع: رد: لو كنت فظا غليظ القلب   لو كنت فظا غليظ القلب Empty28/8/2015, 14:01

امين

نورت موضوعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لو كنت فظا غليظ القلب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي ورش إبداع :: لاقسام العامة :: القسم العام-
انتقل الى: